بحث هذه المدونة الإلكترونية

واحة حية أسفل أكثر الصحاري جفافا

دليل كامل لمصروفات و تنسيق ومعلومات أي معهد








تحرير : مي يحيى

اكتشاف الحياة حتى في أعماق صحراء قاحلة، موحشة، شديدة الجفاف، مدلول مهم تدرك معه كم هو ممتع التواجد على سطح الأرض التي تتحمل الكثير، ولا تزال تحمي في أعماقها أشكال الحياة المختلفة، وفى حالة أنك لا تعرف أن أكثر الصحاري جفافا في العالم هي صحراء"أتاكاما"(Atacama)في شيلي، بقارة أمريكا الجنوبية، وهي تقبع أعلى الواحة.

فكيف هو شكل الحياة، وترى من أين تحصل الواحة على المياه؟، حيث يعيش مجتمع كبير وغنى من الكائنات الحية الدقيقة على بعد مترين فقط تحت سطح الأرض في صحراء أتاكاما، حيث تم اكتشاف بكتيريا، وحمض نووي، وجزيئات أخرى مرتبطة بالحياة في التربة،وذلك من خلال تجربة للمهمة الاستكشافية لكوكب المريخ ، باعتبار صحراء أتاكاما هي أكثر مكان على كوكب الأرض يمكن أن يحاكي الحياة على سطح المريخ الأحمر ، حيث يتوقع العلماء تواجد الحياة بشكلها الدقيق على كوكب المريخ ولكن على عمق أكبر من ذلك العمق البسيط في صحراء أتاكاما .

وما يفسر تشابه صحراء أتاكاما مع سطح كوكب المريخ هو أن الأمطار لم تهبط إلا بضع مرات فقط في القرن العشرين هناك، كما أن تربته مليئة بالأملاح المشابهة مع تلك الموجودة على سطح المريخ، ولكن المريخ أكثر حدة، حيث درجة حرارة السطح تصل للتجمد، وشدة الأشعة الفوق بنفسجية بسبب غلاف المريخ الجوى الرقيق، ويوضح الدكتور "فيكتور بارو"( Victor Parro) من مركز البيولوجيا الفلكية في مدريد، والقائم على هذا الاكتشاف، أن الحياة على سطح المريخ صعبة جدا وتكاد تكون مستحيلة، إلا أن هذا الاكتشاف يقودنا إلى أن التعمق أكثر في طبقات الكوكب الأحمر قد يرشدنا إلى أشكال حياة موجودة علي سطحه .

تم هذا الاكتشاف في صحراء أتاكاما باستخدام أداة بحث جديدة تستطيع أن تبحث وتأخذ عينات من أماكن متعمقة من الأرض، تلك الأداة هي ما تعرف باسم "سوليد" ( SOLID)، التي تأخذ العينات على بعد خمسة أمتار تحت سطح أتاكاما، ويلقبونها بأداة الكشف عن الحياة، وتبحث عن الجزيئات التي ترتبط بالحياة، مستخدمة الأجسام المضادة في البحث، حيث أن الجسم المضاد يستطيع أن يجذب الجزيء المستهدف، وهي بذلك تبحث في التربة عن السكريات و البروتينات والحمض النووي.

وفى بحثها عن الحياة توصل العلماء إلى وجود بلورات ملح في التربة يحيط بها رقاقات الماء، ويقترح الباحثون في هذا البحث أن تلك الكائنات تسحب الماء إما من الجو، أو من المياه الجوفية في الأعماق، ويؤكد "بارو" أنه بتوفر الماء لهذه الكائنات أصبح لديهم كل ما يحتاجونه للعيش، وفى الأعماق المكتشفة يمكن وجود مصادر محتملة للوقود مثل حمض الخليك، وحمض الفورميك، وكذلك وجود أيونات التي يمكن أن تستخدم للتنفس بدلا من الأكسجين.

وسوف يجد (SOLID) طريقه على متن رحلة (ExoMars) التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية للكشف عن الحياة على المريخ في عام 2018، وتعتبر تلك المهمة من المهمات قليلة التكلفة حيث تبلغ ميزانيتها 15 مليون دولار فقط !

ترى هل أشكال الحياة البسيطة على المريخ لا تزال موجود تنتظر تلك البعثة أم أن الكوكب سيظل لغزاَ يحير العلماء ؟!

 و اقرأ ايضاً من المواضيع السابقة
دليل كامل لمصروفات و تنسيق ومعلومات أي معهد




ليست هناك تعليقات:

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

يتم التشغيل بواسطة Blogger.